تكمله لموضوع الؤيه
صفحة 1 من اصل 1
تكمله لموضوع الؤيه
وإنما
يكون بالرؤيا كلمة تدل المعبر على تفسير رؤياه، كلمة واحدة، ويكون معها
قصص كثيرة ليس لها شأن في الرؤيا وليس لتفسير الرؤيا بها تعلق، وإنما
التعلق بتلك الكلمة، وما قبلها وما بعدها من الأحداث ليس له نصيب.
كذلك من الناس
من يرى أشياء مفزعة تفسيرها بالأمر القبيح فينظر في نفسه فإذا هو أصبح
محزوناً فصار كيْد الشيطان عليه متحققاً إذ أحزنه، والذي ينبغي: أن لا
يسعى في ذلك، وإذا أراد فليسأل أهل العلم الذين يعبرون الرؤى ولا يسأل أهل
الجاهلية ولا يسأل أهل التعجل، فإن كثيراً من الرؤى لا يعلم تأويلها إلا
بشيء من التأمل والنظر ومنها ما يظهر تأويله، ومنها ما يختفي تأويله،
والناس في هذا لهم مقامات.
مما شاع بين
الناس وهو غلط أن الإنسان إذا رأى أن من أسنانه ما سقط أن ذلك يؤول بفقد
أحد أحبته، بموت ابنه أو ابنته أو من يعز عليه وهذا ليس بالصحيح.
إذ إن الأسنان
بالرؤى تفسر بأحوال كثيرة، فالأسنان العلوية غير السفلية، والمتقدمة غير
المتأخرة، والأضراس غير الأسنان، وهكذا في تفاصيل كثيرة.
المقصود أيها
المؤمن أن الرؤى من العلم الذي حازه من حازه، والأنبياء يعبرون الرؤى
بتعليم الله جل وعلا لهم، فلا تكن متسرعاً في ذلك بقصها ولا بأخذ الكلام
فيها ولا بتعبير الرؤى إن سُئلت، لأن ذلك من العلم ولنعلمه من تأويل الأحاديث [يوسف:21]. فالتعجل في ذلك من الكذب إن لم يكن صاحبه على علم بذلك.
هذا واعلموا أن
المرء إذا استعاذ بالله من شرها فإنها لا تضره فإن كيد الشيطان كان
ضعيفاً، وليس من شرط الرؤيا أن تتحقق فقد يرى رؤيا حق، ولا تتحقق إذا سأل
الله جل وعلا أن لا تكون، إنما كانت مما يحزنه أو مما يرى أن فيه شيئاً.
أيها المؤمنون:
إن العلم واسع والناس توسعوا وخاضوا غمرةً، جهل كثير في أمورهم التي لها
تعلق بدينهم ولها تعلق بكتاب ربهم وسنة نبيهم عليه الصلاة السلام فعليكم
بالعلم في أموركم كلها، عليكم بالعلم واليقظة، وأن تسألوا إذا جهلتم،
فإنما شفاء العي السؤال كما روي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم[9].
نسأل الله أن
يبصرنا وإياكم بالحق وأن يلزمنا إياه وأن يعلمنا من لدنه علماً وأن يجعلنا
ممن استعملهم في طاعته وأن يجنبنا القول بالكذب والقول عليه بلا علم إنه
ولي ذلك وهو نعم المولى ونعم النصير.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم: ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك فإن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب [سورة الشرح].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر والحكيم.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المؤمنين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.
لا تنســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــو الردود
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى